في مدينة من زجاج ، يحيطها الماء من كل مكان ، سكانها حيتان من بلور ، هي كما شاء لها أن تكون ، من زجاج سماوي يعكس ألوان قوس قزح ، مكتوب على بابها " هنا كل شيء مكشوف " و يفوح منها مسك مصنوع من جنون العشق ، و لا ليل و لا نهار و لا شمس و لا قمر ، هي تضيء نفسها بنفسها ، و باقي مخلوقاتها لها سيقان كالنخل ، و رؤوس كقمم الجبال مكسوة بالبياض الجامد المتحرك ، ساحرة الألوان ، و إذا ما تنفست روحها توسعت و اتخذت شكل الماء و الهواء ، و من بعيد تشدها خيوط من برق آتية من برزخ عالم البحار السبعة ، و هي في الأصل كانت من حديد . هكذا يحكي الرحالة المنسي ، صاحب الشارب الطويل ، و العريض و القصير ، و الذي ألقت به رياح شهر أبريل خارج حدود مملكة البشر ، و ليته ما عاد ؛ لقد أدهش و ذاب ، و ليته ما سافر و لا عانق الأحلام ، و لا أبصر و لا أخبر .
اقرأ المزيدقصص ست كلمات _(قالت: أدمنت! قال: مطروف العين بكِ) ___ _(جمع شتاته، وأختار أن يحكي للبحر) ___ _(تحاشى وضوء الشاطئ، لأنه سيتعرى تمامًا) ___ _(ارتدت نظارة الهيام، فشاهدت الربوة فارسًا) ___ _(رسم لوحة وكتب قصة بخنجر) ___ _(سألت مرةً عن الشغف، فأشار إليها) ___ _(يقلب تفل القهوة، يبحث عن نفسه) _______
اقرأ المزيدرآها من بعيد تتقدم ببطء ، تنوء بحملها الثقيل ، خفق قلبه لرؤيتها ، وبدأ الأستعداد للقائها ، دخل البيت المواجه لها ، المشرعة أبوابه للريح ، عيناه ماتزالان تترصدها من ثقب بالجدار بلهفة عاشق ... دنت اللحظة الحاسمة ، و ازداد خفقان قلبه. عانق ما حملت يداه ، وصوب باتجاهها ، وأطلق نيرانه فأصابتها ، وأخذت النيران تشتعل بها ... انتشى فرحاً ، وخرج مسرعاً ، صرخات الجنود الاحتلال تعلو من شدة الألم ، وتستغيث ... أخذ يعدو يسبقه ظله ، حتى اقترب من فوهة النفق ، تسلل لداخله بخفة ، والأمل يداعب مخيلته برؤية علمه يرفرف وحيداً في سماء وطنه ، والحمام يعم أرجاءه ...
اقرأ المزيد