تعتبر القصيدة الشعرية "هريسة ورد" للشاعرة ربا أبو طوق مثالاً بارزًا للتداخل بين العناصر الحسية والرمزية في الشعر الحديث.
تعتبر القصيدة الشعرية "هريسة ورد" للشاعرة ربا أبو طوق مثالاً بارزًا للتداخل بين العناصر الحسية والرمزية في الشعر الحديث.
في عالم من الإغواء والتحايل، تظهر بنساتها الباردة لتحقيق رغباتها الدفينة، مستخدمة سحرها لتسحب البشر إلى نهايات غير متوقعة. تتجول ببرود لا يشوبه شائب، وحيدة في دروب مظلمة، كاشفة عنها عباءة زائفة تغري من يفكر بالنظر. كل ناظر إليها يصبح جزءًا من لعبتها، يقرب رؤوسهم نحو خيوط قدرها المختار. في رحلتها، لا تترك قلبًا إلا وأوقعت به، ولا مسارًا إلا وأضرمت به نيرانها، لتنقلب عليها الأمور في نهاية المطاف وتجعلها تترك بصمة لا تمحى من الوعي الذي لامسها. تراها على الطرقات تلعب دور الساحرة، بينما تظل الأجساد التي خدعتها تشهد على سطوتها وآثارها.
تُعتبر الزيتونة رمزًا خالدًا يمتد جذوره في عمق التراث الإنساني، تُشبه التميمة القديمة التي تحمل في طياتها الأسرار والتاريخ، تزرع في القلوب عشقًا لا يتلاشى، وتصبح جزءًا من الحياة ذاكرة لا تُمحى. فهي حياة تنبض في الأحشاء، تُلقي ظلالها على الجبال وترفرف قبلةً على التراب. في حضورها، تتجلى البساطة والكبرياء، فهي راية تصمد في العاصفة، تُضيء كالنور في الظلام بشموخ لا يعرف الذبول. الزيتونة ليست مجرد شجرة؛ بل هي ملجأ للروح ومرآة للذاكرة، تروي قصص الأجداد وتزرع الأمل في الأجيال القادمة، معمّقة بذلك روابط الأرض والإنسان بصلات لا تنفصم، وبعض الأبحاث تشير إلى قدرتها على استدامة البيئة وتجديد الموارد الطبيعية، ما يجعلها أيقونة في فن التعايش مع الطبيعة.
كانـت الريــح تتسلل بين خصلات شعري بحرية لا تعرف حدوداً، وكأنها تصفح كتاباً مفتوحاً تروي كل صفحة منه قصة جديدة. عندمـا حان وقت المدرسة، خاطت أمي خصلاتي بلطف في ضفائر محكمة، ووضعت عليها شــرائط خضــراء زاهية تضفي لمسة من البهجة على مظهري. ومع أن الرياح لم تعد تلعب بشعري كما كانت، إلا أنها استوطنت داخلي، فأثارت حيرة في صـدري حول الأيام القادمة. شيئاً فشيئاً، فَقَدت الشرائط لونها الحيوي، وكأنها تُعبر عن فقدان العفوية التي سلبتها الضفائر، ورغم ذلك، ظلّ في القلب شوق يتطلع إلى حرية الرياح الأولى.
في أعماق الليل الساكن، تلاشت الذكريات كالسحاب، حاملةً معها قصة حب كادت تكون مجرد وهم. كراعٍ يتتبع قطعاناً من القطن، مصاحباً في خطواته بريق القمر الذي أضاء عالمه المكسور. تتسلل الشكوك إلى ذهني، مع أسئلة لا تجد لها جواباً: هل كان حباً حقاً، أم مجرد سراب لم يرتوي من عطش الأماني التي لم تتحقق؟ كانت الليالي تمر كأنها حلم قد سرق من غفلة و كـ عطر العبق قد ترك في ليلة صاخبة ورحل مع أول نغمات الموسيقى الحزينة. كانت آمالي معلقة كباب موارب في انتظار من لا يأتي، لا يزال في خبايا القلب العطر القديم الذي يداعب ذاكرتي، قائلةً في صمت: ربما يعود بلا انتظار. ومع لحظة الخذلان، رفعت راية الاستسلام في وطن بلا علم، وأرض بلا مأوى، لتبقى الحقيقة الوحيدة هي حب مكبل بالشجن، كان وما زال.
تُعد الدراسة النقدية الأدبية لقصيدة "شاهين قلبي" للشاعرة ربا أبو طوق فرصة لاستكشاف العمق العاطفي والتقني في أعمالها الشعرية. تتميز هذه القصيدة بالجمع بين الصور الشعرية القوية والمعاني العميقة التي تتجاوز الظاهر إلى استكشاف النفس البشرية وحالاتها المعقدة.