كانـت الريــح تتسلل بين خصلات شعري بحرية لا تعرف حدوداً، وكأنها تصفح كتاباً مفتوحاً تروي كل صفحة منه قصة جديدة. عندمـا حان وقت المدرسة، خاطت أمي خصلاتي بلطف في ضفائر محكمة، ووضعت عليها شــرائط خضــراء زاهية تضفي لمسة من البهجة على مظهري. ومع أن الرياح لم تعد تلعب بشعري كما كانت، إلا أنها استوطنت داخلي، فأثارت حيرة في صـدري حول الأيام القادمة. شيئاً فشيئاً، فَقَدت الشرائط لونها الحيوي، وكأنها تُعبر عن فقدان العفوية التي سلبتها الضفائر، ورغم ذلك، ظلّ في القلب شوق يتطلع إلى حرية الرياح الأولى.
اقرأ المزيد
2 قراءة دقيقة
0 تعليقات